Thursday, December 24, 2009

من ألعابنا الشعبية

من ألعابنا الشعبية

لتحميل النص اضغط هنا

الحاجة أم الاختراع, هكذا قيل عن الثورة الصناعية وما أعقبها من الاختراعات واكتشافات إلا أن مدلول هذا القول يمتد إلى الوراء لينطبق على كل ما جاءت به الشرائح البشرية وعلى مختلف الأصعدة, فكريا, ثقافيا, حضاريا, وترفيها وما شابه.

حين انعدمت وسائل اللهو الحديثة والمألوفة اليوم, لجأ أهلنا إلى استخدام ألعاب منتزعة من الواقع والبيئة التي يعيشون بها, فكانت ألعابهم ألعاب: خفة, قفز, نط,, حركات, رشاقة, مهارة, بطولة, سباق, تنافس تنشيط عضلي وذهني على حد سواء.

ألعابنا الجماعية تثبت روح الفروسية في نفس كل لاعب, وتخلق روح المنافسة الشريفة البريئة, بين الأفراد والفرق والروح الرياضية العالية التي ترافقها, بعكس ما نشاهده اليوم على الملاعب والحلبات, وما يصاحب ذلك من عنف جسدي وكلامي في معظم الحالات.

قد يختلف أسماء هذه الألعاب بين قرية وأخرى, إلا أن الجوهر يبقى واحد, وقد اخذ الغرب هذه الألعاب عنا وطوروها تحت أسماء مختلفة, باتت هذه لدينا في طي النسيان, وعلى سبيل المثال فقط نذكر ألعابBowling والGolfوغيرها من الألعاب المطورة.

لنعد إلى الوراء قليلا للتأمل والدراسة، ففيه الكثير من الرياضة البدنية والعقلية :

1- الحميــلة

كلمة الحميلة, هي تفسير الكلمة "الحمل " بمعنى العبء, اللعبة زوجية, يجلس المشتركان على الأرض, وكل واحد يدير ظهره لشريكه, تتشابك الأيدي عند الاكوع, الأول يرفع الثاني على ظهره، جلوسا ويبدأ بتحريك ظهره إلى الأمام والخلف على أنغام الحوار التالي:-

الأول :شو فوقك؟

الثاني : ربي ربي.

الأول: شو تحتك؟

الثاني: حمص مقلي!

الأول: شو برجلك ؟

الثاني: مشاي حمرة !

الأول: مين حمراها؟

الثاني: حمرها البرغوث!

الأول: انزل عني يا برغوث !

هنا ينتهي الشوط الأول ويبدأ الثاني, ويتناوب اللاعبان بالمهام, الحامل يصبح محمول, والمحمول حاملا, ويعاد الحوار مراراً وتكراراً.

2- المعميــــة:

تعرف هذه اللعبة باسم ( الغميضة) كذلك, الاسم مشتق من العمى, اللعبة جماعية دون تحديد المشتركين, يصطف المشتركون في حلقة واحدة, احد اللاعبين يأخذ زمام المبادرة وقيادة اللعبة, وليكون بمثابة الحكم, ويبدأ في العد, ويضع يده على واحد مع كل كلمة ينطقها:حكرة, بكرة, قلي, ربي,عد, للعشرة, واحد, اثنين ............,من كان نصيبه العدد عشرة, يكون هو الضحية, ويقال له (على أمك), تغطى عينيه بقطعة قماش, قائمة, تسرب الرؤية, ويبدأ الآخرون بلطمه, على جميع أجزاء جسمه, حارصين ألا يمسكهم, ويبدأ هو بالجري خلفهم, وعلى العمة, لعله يلتقط أحدهم, قد يصطدم بأي جسم أو يعثر ويتحايل, حتى يقع احدهم بشباكه, عندها يزيح قطعة القماش عن عينيه ويغمض الفريسة التي قبض عليها وهكذا.

تلعب هذه اللعبة شتاءاً في البيوت وصيفا في الحقول والحدائق. وتكون فردية أو مشتركة بين الذكور والإناث من الفتية.

3- القرد المربـــــوط

يسميها البعض " الدب المربوط"من تقع اللعبة ( على أمه)بعد العد للعشرة. يربط بحبل طويل ويشد إلى عمود أو شجرة في الحقل, دون أن تغمض عينيه يمثل هذا الدور القرد, في حين يلجا الآخرون إلى مشاكسته ومضايقته, ضربا ولكما وحركات, دون أن يسمحوا له بإمساكهم, ويبقى مربوطا حتى ينجح في الاحتيال على احدهم وإلقاء القبض عليه, فيطلق سراحه, ويربط الممسوك مكانه, تطول اللعبة, وتبقى مثالا للضحك والحركة والحيوية, على القرد أن يتحمل الضرب والصفع برحابة صدر، وألا ينرفز وتثور عصبيته, أو ينطق بالكلام النابي.

4- القــــــــــــازة

الفعل قزيقز بمعنى انقبض للوثب, والقفزة لعبة, قزى بمعنى صرع وقتل أو رمى, ومن هنا جاء اسم اللعبة اسم على مسمى.

يقسم اللاعبون إلى مجموعتين متساويتين, تقفزان في معسكرين متقابلين كل فريق ينصب أو يثبت في الغرض ثلاث حجارة مستطيلة على خط واحد, يعرف باسم (عروس), أما العرائس الثلاثة ينصب حجر اكبر يعرف باسم ( العريس).

تضرب القرعة بين رئيسي الفريقين, لتحديد دور اللعب, كل لاعب يأخذ ثلاثة حجارة على شكل (كور)مستديرة, يضربها على العريس وعرائس الخصوم, يجب رمي العريس أولا, حين يضرب اللاعب رمياته الثلاثة ينتقل الدور لرفيقه ليكمل المهمة وهكذا حتى يلعب كافة أفراد الفريق, وبعدها ينتقل الرمي إلى الفريق الثاني, الذي ينجح في رمي الأهداف أولا هو الفائز. يتبادلون في المواقع وتعاد الكرة من جديد المسافة بين أهداف كل فريق من 20-30 متر.

5- دار المبــــــــــــار

كلمة مبار من البؤرة هي الحفرة, كل لاعب بحاجة إلى عصا يمسك بها ويضع رأسها في حفرة صغيرة, كل حفرة تشكل دائرة واحدة, ويتراوح قطرها من 5-10م وسط الدائرة حفرة كبيرة عدد المشتركين غير محدود, عدد الحفر يجب أن يكون اقل من عدد المشتركين بواحد دائما, من تقع اللعبة ( على أمه) يقف في مركز الدائرة, أمامه حجر كروي أو علبة فارغة يحاول إدخالها إلى حفرة المركزية بواسطة العصا فقط, في حين أن بقية اللاعبين يحاولون عرقلة هذه العملية, بضرب العلبة بعيدا عن الحفرة مع مراعاة كل لاعب ألا يفقد حفرته التي يضع بها عصاه, يضرب العلبة بعصاه, ويعيد العصا للحفرة, وإذا نجح اللاعب المركزي بوضع عصاه في حفرة الرامي, يتبادلان في الأماكن, وان لم ينجح عليه أن يحاول إدخال العلبة إلى المبار، وإذا نجح في ذلك بعد جهد يقف اللاعبون على أهبة الاستعداد أمام حفرهم, فيقول (دار المبار )على اللاعبين أن يتبادلا في الحفر وعليه أن يضع عصاه بحفرة يختارها, اللاعب الذي لا يجد له حفرة, ويكون الضحية, وعليه أن يعيد من جديد. إذا صادف ووضع اثنان عصواهما في نفس الحفرة معا, يضع احدهما عصاه في الحفرة, في حين يحاول الخصم إبعاد هذه العصا بثلاث ضربات فقط. إن نجح في إخراج العصا من الحفرة, كانت الحفرة من نصيبه, وان لم ينجح كانت من نصيب الأول.

6- الزقـــح والنقـــح

كلمة الزقح تعني الصوت وكلمة النقح تعني رمي الشيء.

تشبه هذه اللعبة لعبة دار المبار إلى حد ما من حيث الحاجة إلى العصا وعلبة فارغة وحفرة مركزية واحدة - يصطف اللاعبون في صف واحد حسب الطول إلى عصي, صاحب العصا القصيرة في الطليعة وبعده حسب الطول كل لاعب يرمي العلبة، الأولى تسمى(الزقح) والثانية (النقح)مع مراعاة إبعاد العلبة عن الحفرة, كي لا يتمكن اللاعب الذي يليه من إصابتها حين يعجز احد اللاعبين عن إصابة الهدف تكون ( على أمه), فعليه أن يعيد العلبة إلى حفرتها, فبعد حين يلجا الآخرون إلى عرقلة ذلك عليه بعصيهم, بشرط ألا يسمحوا للضحية بلمسهم بعصاه, وان لمس احدهم يتبادلان الأماكن, وألا فعليه إيصالها للمرمى وحين ينجح في ذلك تعاد الكرة من جديد.

7- ذبحنــــا العنـــــــنز

يصطف اللاعبون بالدور ينحني احدهم, اليدان تتكئان على الركبتين, ويقفز الآخر فوق ظهره, كل من يقفز ينحني كي يقفز الآخرون عنه, على شكل حلقة كبيرة, اللعبة في حركة مستمرة مرة قافز ومرة مقفوز عنه. الدور يتجدد تلقائيا دون إشارات - كل واحد يردد عبارة خلف الآخر.

الأول: ذبحنا العنز

الثاني:سال الدم

الثالث:يا ابو مهنا

الرابع:راح العنز

الخامس:عندي شي حلو

السادس: شي ناطر

السابع:عباد الله ناطرة

الثامن: قسمتو صابرة

التاسع: شو ما بتطلب حاضرة

العاشرة :من المارقة والعابرة

البعض يسمي هذه اللعبة ( شك الخرز).

8- الطابــــــــــــــة

هذه اللعبة تشبه كرة السلة نوعا ما, لكن دون سلال. يقسم اللاعبون إلى فريقين - كل عضو في الفريق له (قرين) أي خصم من الفريق الآخر ويلازمه كالظل, كل فريق يحاول أن يستأثر بالطابة لوحده عن طريق (تمريرها)رميها لرفاقة في الفريق بالأيدي فقط , الرمي يكون في الهواء وفوق الرؤوس, يرمي الرامي الكرة بيديه لرفيقه في الفريق, وهكذا يتلقاها بيده, ثم يحولها إلى زميل آخر في الفريق و إذا نجح احد أعضاء الفريق الآخر باختطاف الطابة, من فوق راس خصمه تنتقل الطابة لهذا الفريق, ويبدأ أعضاؤه بتمريرها بينهم. حتى ينجح الخصم في اختطاف الطابة وهكذا.

اللعبة حماسية تتطلب حركة ونشاط, إذا حاول الخصم اختطاف الطابة ولم ينجح يحق للذي يمسك الطابة أن يضرب خصمه, ضربة خفيفة على رأسه دلالة على الانتصار والمحافظة على الطابة بين يدي الفريق.

9- من الفرخة (الزفطة)

هذه اللعبة ثنائية وكثيرا ما تلعبها الفتيات على مدار أيام السنة في البيت والساحة. كل لاعب أو لاعبة يحتاج إلى خمس حصوات صغيرة تضرب القرعة بين اللاعبين, كي يبدأ أحدهما أولا أو أن يرمي كل لاعب حصواته إلى أعلى ثم يتلقاها بظاهر يديه. اللاعب الذي يتلقى اكبر عدد من الحصوات هو المبتدىء. يعود هذا ويرمي الحصوات من جديد إلى أعلى يتلقاها ثانية يرمي الحصوات ويبقي حصوة واحدة فقط على ظاهر اليد، الحجر الباقي على ظهر اليد يعرف باسم ( الأب ), على اللاعب أن يلتقط الحصوات الأربع عن الأرض, بواسطة اليد التي بقيت عليها حصوة (الأب)؛ حارصا ألا تقع الحصوات؛ وإذا سقطت انتقل الدور إلى شريكه وان لم تسقط؛ يضع كل حصوة باليد الثانية وهو يقول : للحصوة الأولى :سن فرخة؛ للحصوة الثانية :سن ديك؛ للثالثة : سن عصايتك، للرابعة يا سر سير؛ للخامسة: اقطع والعب؛ حين ينتهي من التقاط الجميع؛ يقذف حصوة الاب إلى أعلى ويتلقاها بيديه.

إذا نجح اللاعب حتى النهاية يحصل على عشرة نقاط؛ ويتابع من جديد حتى يفشل فينتقل اللعب إلى الخصم في النهاية تجمع نقاط كل لاعب والرابح هو الذي يجمع اكبر عدد من النقاط طبعا.

10- الدريــــــــــــــــــس

قد يكون اسم اللعبة؛ تحريفا للفعل درس؛ لأنها بحاجة الى دراسة وتفكير؛ وقد تكون ضريس لأنها تسبب وجع الرأس من كثرة التفكير وقد تكون تحريفا للمتراس؛ فنقول بدرس بدل مترس. ونقول بدريس بدل متريس وهي تصغير للمتراس؛ لان كل لاعب يتمرس في زاوية من مربعاتها للعب.

اللعبة ثنائية وهي نوعان : بدريس الثلاث؛ كل لاعب بحاجة الى ثلاث حصوات؛ وبدريس التسع كل لاعب بحاجة الى تسع حصوات. لون آو حجم كل لاعب يجب أن يختلف عن لون وحجم حصوات الخصم. كل لاعب يضع حصوة على إحدى الزوايا التي يختارها؛ خصمة يضع حصوة مقابلة. كل واحد يحاول أن يسد الطريق على الآخر عن طريق حصر حصوات الخصم في الزاوية معينة وحسبها لئلا يتمكن من نقلها. الذي ينجح في حبس الآخر هو الرابح.

يرسم شكل اللعبة على حجر كبير؛ أو ورقة كرتون أو أي سطح آخر؛ نقل الحجارة بحاجة الى دراسة وتخطيط ومهارة كما هو الحال في لعب الضماية أو الشطرنج وغيرها.

هناك ألعاب قروية أخرى عديدة؛ قد تعرف بأسماء مختلفة بين القرية والأخرى أو المنطقة والأخرى وهي إما جماعية وإما ثنائية. ومن هذه الألعاب:

*سكة؛ سكة عرجا؛ وهي ثلاثية اثنان يحملان واحد.

*العوائيل : جماعية تعتمد على الرماية وإصابة الهدف بالوتد أو (العتول)

*القمزة : ثنائية على الحبل

* الحجز ( الاكس) ثنائية

*فرجيلة -جماعية

*حميلة الغول أو حميلة الضبع؛ ثنائية

*العارضة : جماعية

*البومة : جماعية

*عبيدك : ثنائية

*المخابي : جماعية

وبعد فهذه طائفة من ألعابنا؛ ألعاب الأهل والأجداد ولا تحتاج الى ميزانيات ولا مدخرات من الطبيعة على الطبيعة وفي الطبيعة. قد تكون بعضها موسمي كالبومة مثلا؛ حيث تعتمد على الركض فهي شتوية لأنها (تحمي الدم ). والمخابي صيفية على البيادر؛ حيث لا تعتمد على الركض والنشاط الزائد؛ وبعضها حولي؛ على مدار السنة. هذه الألعاب بها المتعة والترفيه؛ بها التسلية والرياضة العقلية ثبت روح التعاون والإخاء؛ تزرع بذور المودة واللقاء؛ تغنينا عن اللغو والقيل والقال ومضغ لحوم الغير ونهشها.

إذا كان أصحاب دور الأزياء و الموديلات يعودون الى القهقرة؛ في آخر صرعاتهم واستحداثاتهم؛ فما بالنا نحن كذلك؛ حتى لا نعود الى هذا التراث الزاخر؛ والنبع الفياض الذي لا ينضب وهذه مسؤولية معلمي التربية البدنية في مدارسنا؛ ومسؤولية مديري النوادي الرياضية، لإعادة اعتبار هذه الألعاب؛ قد تحتاج بعضها الى تطوير البعض؛ وإننا لعلى ثقة بأن أحبتنا الصغار والكبار؛ سيجدون بها ضالتهم المنشودة في أوقات فراغهم ولهوهم؛ في المدارسة؛ البيت؛ الساحة؛ الحقل؛ البيدر؛ على الشاطئ البحر وفي كل مكان؛ بها أصالة وإبداع؛ بها رشاقة وخفة، وصدق من قال:" أن أفلست أرجع الى دفاتر أبيك العتيقة "


http://www.najah.edu/index.php?news_id=5482&page=3171&l=ar

No comments:

Post a Comment