Thursday, December 24, 2009

الأدب الشعبي الفلسطيني: يا زريف الطول (1)

الأدب الشعبي الفلسطيني: يا زريف الطول (1)

الدكتور عبد اللطيف البرغوثي

جامعة بيرزيت

الطول من الصفات التي يعجب بها العربي الفلسطيني في المرأة، ولذلك فان المغني الشعبي طالما تغنى بهذه الصفة في فتاته، ولكنه كعادته لم يحدد في أغانيه المواصفات التي تجعل الطول مظهرا من مظاهر الجمال لدى المرأة، بل هو بالغ في تلك الصفة إلى حد جعلها تبدو غير واقعية وغير معقولة.

ونحن إنما نقبلها منه على هذا النحو لإدراكنا لهذا التقليد الشعبي المتمثل في الميل العام للمبالغة في كل شيء، كأسلوب التأكيد الذي يهدف لترسيخ وترجيح صفة معينة، ولا يقصد به ما يحمله من معان حرفية.

لاحظ هذه النماذج على سبيل التمثيل لا الحصر:

يَ طًوُلِكْ طُولْ عُودِ الزََّانْ لوُ مَالْ ....................................عَتَابَا

بِعُودِ الزَّانْ يَا خِلِّي قِسِتْهَا وَاجَتْ سِتِّي مِتِرْ غِيِر لِكْعَابْ...عََتَابا

زَرِيفِ اُلطُّولْ قَاعِدْ عَالسَّنَاسِلْ .........................................عَتَابَــــــا

زَرِيفِ اُلطُّولْ نَازِلْ عَاَلْمَعَاصِر .........................................عَتَابَــــــا

اُوْمَا حَيِّدْ عَنِّكْ يَا هَا لطَّوِيلِي لوْ فَرْدِ اُلْمُوزرْ عَارَاسِي اُيْحُومَا.....دَلْعُونَـــــا

وِاُسْمِ اُلطَّوِيلِي عِنْدِي فِي اُلدَّفْتَرْ يَا سلامْ سَلِّمَ عَ اُمِّ لِعْيُونَا.....دَلْعُونَــــــــــــــــا

هِي يَا طَوِيِلي اُوْ طُولِك بَدَّاعِي اُدَخْلِكْ دِيرِي لِي اُلنَّظَرْ عَاْلدَّاعِي.....دَلْعُونَــــا

طُولَكْ قَصَبْ مَصّْ مَنْبُوتَكْ عَلَى اٌلْميِّهْ وِاٌلْخَصِرْ لَفِّ اٌلسِّكَارَهْ وَ اٌرْفَعِ اٌشْوَيِّهْ...سَحْجِهْ

ولو استقصيت المزيد من أغانينا الشعبية لوجدت التغني بطول المرأة ظاهرة يكاد لا يخلو منها لون من ألوان تلك الأغاني.

والأغنية التي سنتعرض لها في هذه المقالة تشكل لونا قائما بذاته بين ألوان أغانينا الشعبية، وقد اشتهرت بتكرار "زَرِيفِ الطُّولْ" في معظم مطالع أبياتنا إلى حد أن صارت الأغنية نفسها تعرف باسم "زَرِيفِ الطُّولْ".

وقبل الخوض في الحديث عن خصائص هذه الأغنية، أفضل أن أقدم للقارئ نخبة من أبياتنا لتكون المادة التي نتدارسها ونستخرج منها ما يتميز به هذا اللون من الغناء الشعبي:

يَا زَرِيفِ اُلطُّولْ عَاُلْمُوسَمْ رَحِنْ وِاُلتَّرَاكِي فِي اُلذِّنشينْ يِتْلُولَحِنْ

سُوسَحِنِّي اُلْبِيضْ يَمَّا سُوسَحِنْ وَ اُطْلَعِنِّي عَاُلْجِبَالِ اُلعَالِيَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّولْ مَرّْ أٌومَا عِلِيهْ غِيرِ اُنْهُودُو واُلْجَوَاهِرْ مَا عَلِيهْ

وِاُنْ ضَرَبْنِي واُنْ قَتَلْنِي مَا عَلِيهْ وِاُنْ كَسَرْ يَدِّي لَقُولِ اُوْقِعْتَ آنَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّولْ إسْمِي عَلَى اُسْمَك جَرَحِتْ قَلْبِي اُبْحَلاوِةْ مِبْسَمَكْ

لَاٌ شْرِي لِكْ مِشْطِينْ مِنْ عَظْمِ اُلسَّمَكْ أُو قِنِّيِّةْ رِيحا تَا انْكُدِّ اُشْعُورِنَا

شُفْْتْهَا يَا خُوِي اُبْتعْجِنْ فِي اُلعَجِينْ وِاُلْخَوَاتِمْ فِي اُلْيَسَارْ أُو فِي اُلْيَمِينْ

قُوْم يَا اُبْنِ اُلْعَمّْ تَا نِحْلِفْ يَمِينْ مَا اُيْخُشِّ اُلدَّارْ غِيرْ إنِتْ وَنَــــــا

يَا زَرِيفِ اُلطُّولْ يَا رُوحِي إنِتْ يَا عُقُدْ جُوهَرْ عَلَى صِدْرِ اُلْبِنِتْ

يَوْم خَبَّرُونِي إنَّكِ اُتْجَوَّزِتْ شَعِرْ رَاسِي شَابْ وِاُلظَّهْرِ اُنْحَنَـا

عَت نُصِّ اُللِّيلْ إِتْهَلِّلْ لَلصَّبِي وِاُلقُذْلِي بِينِ اُلْعِينِينْ اُمْعَصَّبِـــــي

وَانَا اُبْدَخْلَ اُللَّه اُوْ دَخْلكْ يا نَبِي بِنْتْ لِيلِى اُوْ يُومِ اُتْحِبِّ اُلْعَلْقَنَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّولْ وَقِّفْ تَا اٌقُلْ لَكْ رَايِحْ عَاُلْغُرْبِي وِاُبْلادَكْ أحْسَنْ لَكْ

خَايِفْ يَا مَحْبُوبِ اُتْرُوحُ اُوْتِتْمَلَّكْ اُوتِحْظَا بِاُلْغِيرْ أُو تِنْسَانِي أَنَــــــــا

يَا زَرِيفِ اُلطُّولْ وِينْ رَايِحْ تَا اُرُوحْ جَرَحِتْ قَلْبِي اُوْ غَمَّقْتِ لِجْرُوحْ

وِاُللِّي يِهْوَا اُلبِيضْ لازِم مَا يِسُوحْ لَوْ عَقْلُو ثُقْلِ اُلْجِبَالِ اُمْوَازَنَـــــــا

يَا زَرِيفِ اُلطُّولْ يَا اُبِنْ خَالِتِي وِاُلبُكَا وِاُلنُّوحْ غَيََّرْ حَالِتـــــــــــي

تَعَالْ نُصِّ اُللِّيلْ وُاُنْظُرْ فَرِشْتِي خَالِيِي اُمْنِ اُلْحُبّْ اُوَحْدَانِي أَنَـــــا

يَا زَرِيفِ اُلطُّولْ فِي اُلدَّبْكِي يِصِيحْ وِاُلْعُطُرْ وِاُلْمِسْكِ اُمْنِ اُجْيَابُو يِفِيحْ

كِانْ نَاوِي عَاُلسَّفَرْ قََرَّرْ صَحِيحْ إيدِي اُبإيدَكْ وِاُلرِّزِقْ عَارَبِّنَــــــــا

يَا زَرِيفِ اُلطُّولْ يَ بُو سِنٍّ ضَحُوكْ يَللِّي رَابِي في دَلالِ اُمَّكْ وَابُوكْ

يَا حَرِّ اُقْلِيبِي اُوْيُومٍ سَفَّرُوكْ شَعِرْ رَاسِي شَابْ وِاُلظَّهْرِ اُنْحَنَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّولْ قَاعِدْ عَالِعْرَاقْ وِاُلْوِجِهْ فِنْيَارْ سُبْحَانِ اُلْخَلَّاق

رِيتَكْ مَا هَلِّيتْ يَا شَهْرِ لِفْرَاقْ فَرَّقِتْ بِينِ اُلْحَبِيبْ أُو بِينِنَا

يا زَرِيفِ اُلطُّولْ وِينَ اُهْلَكْ غَدُوا عَاجَبَلْ حُورَانْ راحِوا وَاُبْعَدُوا

اُوْلِيشِ اُلْحَبَايِبْ يَا رَبِّي أَبْعَدُوا وِاُشُّوُ اُللِّي اُعْمِلْتُو تَايِجْفُونِي أَنَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّولْ قََاعِدْ فِي اُلسّاَحَا مِنْ زُودْ اُلغِوَا يِلْعَبِ اُبْتُفَّاحَا

بَعِدْ مَا كَانَتْ اُلِمَحَبِّي اُمْصَافَحَا يَا حْسِيرتِي صَارِ اُلْوَرَقْ مِرْسَالِنَا

زَرِيفِ اُلطُّولْ قَاعِدْ عَالِرْجُومْ لَابِسِ اُلرُّوزَا اُوْ مَا اُيْطِيقِ اُلهْدُومْ

بَعِدْ مَا كَانَتْ اُلِمْحَبِّي دِيَّمْ دُومْ يَا اُحْسِيرِتِي صَارِ اُلْوَرَقْ مِرْسَالِنَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّولْ قَاعِدْ مِنْ حَالُو زَعْلانْ عَلَيِّي يا تَرَا اُشُّو مَالُو

بَطْلُبْ مِنْ اُللَّه يِجْمَعْنَا وَاُصْفَالُو أَبوُ اُلسَّبِعْ دَقَّاتْ حُولِ اُلمَبْسَمَا

طِلْعَتْ نُصِّ اُللِّيلِ تِنْدَهْ يَا لَطِيفْ لَانِي مَجْنُونٍ وَلَا عَقْلِي خَفِيفْ

مِينْ يِحِبَّ اُللَّه اُوْ يِطْعَمْنِي رَغِيفْ مِنْ خُبْزِ اُلْمَحْبُوبْ يِكْفَانِي سَنَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّول عِينِي فِي عِينَكْ لَا تِبُحْ بِاٌلسِّرِّ اُللِّي بِينِي اُوْبِينَك

مَا اُحْلَا يَا اُلْمَحْبُوبِ اُلنُّومِي فِي اُحْضِينَكْ وِاُتْكُونْ قَمْرَ اوِ اُلْخَلَايِقْ نَايِمَا

اُشْكَرَا قَلْبِي يِحِبَّكْ أَشْكَرَا يَا بُو اُشْعُورٍ عَالِكْتَافِ اُمْنَثْوَرَ

شُو سَوِّينَا شُو اُعْمِلْنَا يَادَرَا شُو سَوِّينَا تَاجَفُونَا اُحْبَابِنَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّول عَاعِينِ اُلْجِدِيدِي اُتْنَهَّدْ يَا وَلَدْ أَزِيدْ اُلتّنْهِيدي

وِاُلْبُوسِي اُبْلِيرَ اوِ اُلْعَضَّا اُبْمَجِيدِي مَسْكِيْنْ يَا عَزَبْ مِنْ وِينْ تِدَّايَنَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّول فِي اُلدَّّبْكِي خَطَرْ وِاُمْعَذِّبِ اُلذِّرْعَانْ إِبْدَقِّ اُلْأبَرْ

كُلِّ اُلنَّاسْ اُنْجُومْ وَ انَا حُبِّي قَمَرْ لِيلِةْ أرْبَعْطَعْشِ اُيْنَوِّرْ دَارِنَا

شُفْتْهَا يَا خُويِ اُبْتِعْجِنْ لَاُمِّهَا يَ اُعْلِيبِةِ اُلْعَطّارْ رِيحِةً ثِمِّهَا

يَا سَعَادِةْ مِنْ حَوَاهَا اُوْ لَمِّهَا زَادَتْ فِي عُمْرُو سَبَعْطَْشَرْ سَنَا

اُعْيُونْهَا هَاُلسُّودْ خَلَّتْنِي بَنُودْ صِرِتْ مِثْلِ اُلْعُودْ يَا حَالِي عَجِيبْ

اُسْنُونْهَا هَاُلشَّكّْ مِثْلِ اُللُّولُو رَكّْ يَا اُظْهِيرِي اُنْفَكّْ مُش ظِنِّي يِطِيبْ

إِشْفَافْهَا هاُلْحُمُرْ يِشْبَهْنِ اُلْعَقِيقْ يِشْبَهِنْ لّلنَّحِلْ حِيشْ يِجْنِي وِيجِيبْ

صِدِرْهَا هاُللُّوحْ خَلَّانِي بَنُوحْ وِاُلقَلِبْ مَجْرُوحْ بِدِّي لُو طَبِيبْ

وِاُلبُطِنْ كُوكِةْ قُطِنْ نَاهِي اُلْبَيَاضْ يَا إلهِ اُلْعَرِشْ تِقْسِمْ لِي نَصِيبْ

يَا زَرِيفِ اُشْفَقْ عَلِينَا يَا زَرِيفْ رَمِيتُونِي اُبْهَوَاكُمْ وِاُلْبُصُرْ كِيفْ

رَمِيتُونِي اُبْهَوَاكُمْ كِيفْ اُنْسَاكُمْ مِينْ اُبْيِوْصِفْ دَوَاكُمْ يَا اُحْبَابِنَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّول إِمْهَوِِّدْ عَالِعْيُونْ وِاُلصِّدِرْ بِسْتَانْ وِاُمْزَرَّعْ لِيمُونْ

طَلَبْتِ اُلْوِصَالْ قَالَْ مَََا بَمُونْ أُصْبُرْ بِاُلْحَلَالِ اُبْنُوخِذْ بَعْضِنَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّول قَاعِدْ عَاُلطَّريقْ يَا حَرِّ اُقْلِيبِي عَ بوُ اُلْخَصْرِ اُلرَّقِيقْ

قُلْتِ اُلْهَا يَا اُبْنَيَّا مَلِّي لِي لِبْرِيقْ قَالَتْ يَا حُبِّي عَلَى اُحْسَابَكْ أَنَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّول مَالِي اُوْمَالِكُمْ إِبْتَلِيتُو فِي اُلْهَوَا وِشْ حَالِكُمْ

يَا ذَرَا يَا زِينِ اُبْنِيجِي اُبَّالِكُمْ مِثِلْ يَا حُبِّي مَا اُبْتِيجُوا اُبَّالِنَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّول طَالِعْ سِلَّمُو اُمْنِ اُلْحَسَدْ وِاُلْعِينْ يَ رَبِّي اُتْسَلِّمُو

بَطْلُبْ مِنْ اُللَّه وَاكُونِ اُمْعَلِّمُو وَاعَلِّمُو هَاُلزِّينْ دََرْبِ اُلْعَلْقَنَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّول عِينَكْ عِينِ اُلبَازْ مَا حِلِي لِي غِيرْ دَقَّكْ عَالِبْزَازْ

كِيفْ يَا اُلْأَعْوَر اُبْتُحْكُمْ فِي لِعْزَاز أهْلِ اُلسَّبِعْ دَقَّاتْ حُولِ اُلْمَبْسَمَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّول عَا عِينِ اُلْعَلَقْ وِاُلْعُبُقْ شِبْرِينْ أُهِيكْ اُللَّه خَلَقْ

غَمْزَاتِ اُعْيُونِكِ اُتْشَابِهْ لَلطَّلَقْ يَ اُمِّ اُلسَّيِعْ دَقَّاتْ فُوقِ اُلْمِبْسَمَا

لِبْسِتِ اُلْقُبْقَابْ أُطِلْعَتْ عَاُلْوَحِلْ يَا اُخْدُودِ اُلزِّينْ يَا قُرْصِ اُلنَّحِلْ

لِنْ شَافْهَا اُلسُّلْطَانْ كِنْ شَدّْ أُورَحَلْ أُودَشَرِ اُلكُرْسِي اُوْ تِبْعِ اُلْعَلْقَن

لِبْسِتِ اُلْقُبْقَابْ أُطِلْعَتْ عَاُلدَّرَجْ يَا اُخْدُودِ اُلزِِّينْ عاُلْعِمْلِي دَرَجْ

يِسْتيهَلِ اُلْمَحْبُوبْ عِلِّيِّي اُبْدَرَجْ أُسُكَّرَا اُوْمُفْتَاحْ وِاُلْحَارِسْ أنَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّول عَ عِينِ اُلْعَقَبِي اُوْ مِنْ غَابِ اُلْقَمَرْ لَاضْوِي لِكْ كَهْرَبِي

اُوْلَو كَانُوا عَاُلْعِينِ اُطْنَعْشَرْ مُغْرَبِي لَاُشْرَبْ مِنْ هَاُلْعِينِ اُبْقُدْرِةْ رَبِّنَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّول لَا تُضْرُبْنِي اُبْعُودْ وِاُلدَّهِرْ قَلَّابْ لَازِمْ مَا يِعُودْ

مِنْ أَخَدْتِينِي خُدِينِي بِاُلْبَرُودْ وِاُنْ أَخَذْتِكْ لُوخْذِكْ بِاُلسِّيفْ أَنَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّول حُبَّكْ مَطْرَحُو إِنْ حَكِيتِ اُلْغِيرْ قَلْبِي اُبْتِجْرَحُو

إِنْ قَدَّرَ اُللَّه عَلَى بَيَّكْ لَاُذْبَحُو وَاُضُمِّكْ ضَّمِّ اُلْحَرِيرِ اُلنَّاعِمَا

طِلْعَتْ نُصِّ اُللِّيلْ اُتْرُدِّ اُلْبَابْ رَدّْ وِاُلشَّعِرْ لِشْقَرِ اُتْرُدُّو مَا يِرْتَدّْ

رِيتَكْ يَا شَايِبِ اُتْرُوحْ أُومَا تِرْتَدّْ مَا جِبْتِشْ لَلزِّينْ تَرَاكِي اُمْشَنشَلَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّول عَلَى عِينَا بُوسْ وِاُلشَّعِرْ لِشْقَرِ اُمْجَدَّلْتُو اُعْقُوصْ

رَفْعَتِ اُلسَّالِفْ أُقَالَتْ لِي تَعْ بُوسْ بُوسْ هَاُلْوَشْمَاتْ حُولِ اُلْمَبْسَمَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّول شُفْتْهَا اُبْقَاعِ اُلْبِيتْ وِاُلشَّعِرْ لِشْقَرِ اُمْدّهِّنْتُو بِاُلزِّيتْ

قُلْتِ اُلْهَا يَا اُبنَيَّا هَا تِي لِي اُلْجَكِيتْ قَالَتْ إِتْفَضَّلْ يَا اُعَزِّ اُحْبَابِنَا

َا زَرِيفِ اُلطُّول بُو اُسْنَانِ اُلْبِيضْ يَا صَحِنْ زِبْدِي نَشَلْتُو اُمْنِ لِمْخِيضْ

إِشْهَدُوا لِي يَا جَمَاعَا اُنِّي مَرِيضْ عَابُو اُعْيُونٍ سُودْ فِيدُو مِحْرَمَا

لْعَتْ نُصِّ اُللِّيلْ إِتْرُدِّ اُلْبعِيرِينْ وِاُلْبُطِنْ ضَامِرْ وَلَا لُو اُلْمَصَارِينْ

لِيشْ تِهْوَا اُلسُّمُرْ قَلْبِي يَا حَزِينْ مًا تِهْوَا إِمِّ اُلْعُيُونِ اُمْكَحَّلَا

يَا زَرِيفِ اُلطُّول عِا عِينِ اٌلْقَلَامُوزْ وِاُخْسَارَا اُلْقَشْمِيرْ فِي وَسْطِ اُلْعَجُوزْ

لَرُوحْ لَلْقَاضي وَاقُلْ لُو مَا بِجُوزْ شَدِّدْهَا اُبْتَلَفُونْ وُاُحْكُمْهَا سَنَا

وزن الأغنية ونظام قوافيها

إذا تأملت وزن الأغنية وقَطَّعْتَ عينات من أبياتها فسوف تجد أنها مبنية على بحر الرمل "فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلات" مع دخول بعض التغييرات على هذه التفعيلة أو تلك.

وعلينا بالطبع أن نتذكر دائما أن العبرة في هذه الأغاني الشعبية هي في لفظ كلمات الأغنية كما تغنى وليس بالحكم عليها كما تكتب، وتلك قضية أساسية لأن المغني الشعبي لا يعرف البحور ولا يفكر فيها وإنما يعرف لحن الأغنية – وهو لحن قديم متوارث ورث الوزن الفصيح الذي وضع اللحن له في وقت معين من ماضي الأغنية الطويل – ويقيس الكلمات التي يتغنى بها على ذلك اللحن فيمد الكلمة أو يختصرها لتتفق مع اللحن كما اعتادت عليه أذنه.

أما نظام القوافي والرويِّ الذي نلحظه في هذه الأغنية فهو في حالته النموذجية يقوم على أساس أن تنتهي الشطرات الثلاث الأولى برويِّ

واحد بينما تنتهي الشطرة الرابعة والأخيرة بنون تلحق بها ألف قائمة ممدودة تتيح للمغني أن يشبع صوته في الغناء بالقدر الذي يشاء.

وبالطبع قد نجد بين الحين والآخر حرفا غير النون رويا للشطرة الرابعة فهو مثلا حرف الياء في البيت الأول وحرف الميم في البيت رقم "16"، وفي الأبيات ذوات الأرقام 18، 29، 30، 35، 37، 39، وهو حرف اللام في البيت رقم 36 وفي البيت رقم 40.

أما البيت رقم 23 فهو يختلف عن أبيات هذه الأغنية، ليس في نظام رويه فقط، وإنما أيضا في عدد الأبيات الشعرية فيه؛ إذ هو مكون من أربعة أبيات شعرية، أي من ضعف "بيت زريف الطول" المكون من بيتين من الشعر.

وقد التزم في أبياته الأربعة حرف الباء الساكنة رويا للشطرة الثانية من كل بيت من أبياته الشعرية، بينما جاءت الشطرات الأولى حرة، بمعنى أن كل واحدة منها بنيت على رويٍَ مغاير لما بنيت عليه الشطرات الأخرى.

ولعل هذا البيت إنما يمثل مرحلة قديمة من مراحل تطور هذه الأغنية لم يلبث الفنانون الشعبيون حتى تخطوها إلى الشكل الشائع حاليا لكي يتخلصوا من العبء الثقيل الذي كانت لقيه على عاتقهم قضية ارتجال أربعة أبيات شعرية كلما أرادوا أن يغنوا بيتا من "زَرِيفِ اُلطُّولْ".

ويجدر بنا أن نشير إلى السجع الداخلي الجميل المتمثل في ورود "الكاف" في بيت الشعر الأول، والذي يضفي عليه لمسه خاصة من الجمال، بالنظر لعفوية وروده وموقعه موقعا طبيعيا لا يثير في السامع أو المغني أي شعور بالكلفة أو التصنع.

وثمة ملاحظة أخيرة مهمة تتعلق بكلمات القافية التي تنتهي بها الشطرات الثلاث الأولى من أبيات "زريف الطول" وتتمثل في التزام حرف آخر في تلك القوافي هو الحرف السابق على الرويِّ.

وإذا رجعت إلى الأمثلة فسوف تجد البيت رقم "1" التزم حرف الحاء قبل روي النون في قوافي شطراته الثلاث الأولى، كما أنك ستجد البيت الثاني التزم حرف الياء، والثالث التزم حرف الميم، والسادس التزم حرف الباء وهكذا.

والغريب في هذا الأمر أنك لا حس بأن هذا الالتزام قد التقى حملا ثقيلا على المغني أو على الأغنية فكأنما استوعبته هذه الأغنية في سهولة ويسر بالنظر لطبيعتها المتوارثة من ناحية وبالنظر لقوة سليقة المغنيين الشعبيين وقوة طبعهم من ناحية أخرى.

موضوعاتها

الاستقراء السريع للنماذج المعروضة من أبيات الأغنية بل في واقع الحال لكل ما يمكن أن نقع عليه من نصوص هذه الأغنية، يشير بوضوح إلى أنها تكرس ذاتها لموضوع عام واحد هو الغزل بالمحبوب والتغني به.

ولما كان من المتعارف عليه في التقاليد العربية الموروثة في الفصحى وفي العامية أن يشار إلى الحبيبة بلفظ المحبوب، فقد غلب استعمال ألفاظ وضمائر مذكرة للإشارة إلى الحبيبة، أو الغزل بها إذا كان المغني رجلا.

كما أن لك الألفاظ والضمائر ذاتها، وفي البيت ذاته، تحمل معناها الأصلي من التذكير الحقيقي إذا كانت المغنية فتاة كما هو الحال في الأبيات ذا الأرقام 5، 7، 10.

ولا يفونا بالطبع أن نلاحظ أن هناك أبياتا يظهر فيها التذكير أو التأنيث واضحا ومقصودا لذاته، كما هو الحال في الأبيات الأربعة الأولى على سبيل التمثيل لا الحصر.

وفي إطار هذا الموضوع العام تعرض الأغنية موضوعات تفصيلية أخرى هي في واقعها تعبير عن بعض جوانب حياتنا الاجتماعية، أو وصف لبعض مشاكلنا الاجتماعية، أو احتجاج على بعض ممارساتنا الاجتماعية.

من أمثلة ذلك التعرض لموضوع الهجرة والاغتراب كما في البيت رقم 7، والبيت رقم 10، ومنه أيضا مشكلة غلاء المهور وتكاليف الزواج وما يترتب على ذلك من حرمان ومعاناة كما في البيت رقم 20.

ومنه أيضا قضية الحلال والحرام فيما يخص بالعلاقات الجنسية كما في البيت رقم 25.

أو عدم التكافؤ بين الفتاة الجميلة وزوجها الأعور كما في البيت 29، أو الشايب كما في البيت 36، أو إصرار العاشق على الوصول لمعشوقته التي حال أهلها بينه وبينها مهما كلفه الأمر كما في الأبيات 33، 34، 35.

http://www.najah.edu/index.php?news_id=5442&page=3171&l=ar

No comments:

Post a Comment