Thursday, December 24, 2009

المصوره العالميه مياغروندال تنتقد المصورين الفلسطينين

المصوره العالميه مياغروندال تنتقد المصورين الفلسطينين

حاورها: سامي ابو سالم

ميا غروندا، مصوره صحافيه سويديه خدمت في احد الكيبوتسات الاسرائيليه داخل فلسطين تنقلت في اماكن صراع مختلفه في العالم، اهتمامها بالصراع العربي الاسرائيلي كان فاتحه لتصب اهتمامها على اللاجئين الفلسطينين، اقامت عدة معارض حول اللاجئين في اماكن مختلفه من العالم واصدرت مؤخرا كتابا مصورا بعنوان "الامل والياس" حول حياة اللاجئين في المخيمات الفلسطينيه في الوطن والشتات عملت/ تعمل مع "الاونروا" ومدربة تصوير في اماكن مختلفه من العالم، عقدت عدة دورات تدريبية في رام الله وغزة، لا تخفي انزعاجها من اداء المصورين الفلسطينيين والمؤسسه الرسميه الفلسطينيه في مجال الصورة وحول هذا الموضوع كان لنا معها هذا اللقاء:

* كيف ينظر المجتمع الغربي الى الشخصيه الفلسطينيه من خلال الصور الصحافيه؟

- للاسف ما زال ينظر الى الفلسطينين على انهم ارهابيون ليسوا سوى مقاتلين وحملة سلاح لا يفهمون سوى لغة الدم والاقنعه يفتقرون الى الانسانيه لا يفهمون معنى الحياه تلك هي الصبغه الاشمل لصورة الفلسطيني، تلك هي الحقيقة دون مواراة.

*ماذا تقصدين بالحقيقه؟

- حقيقة ان الصورة مشوهة ولا تصل بشكل صحيح الينا في الغرب.

* لماذا مشوهة؟

- اعظم الصور التي تنشر في وسائل الاعلام هي صور لمقنعين ومسلحين صور يكتسيها لون الدم، مقتبسه من المواجهات والوضع السائد الصعب مع تركيز على عمليات القتل والجنازت، ان تكرار صور من هذا القبيل يجعل الجمهور الغربي يعتقد انكم شعب ارهابي فالصور تفتقر للبعد الانساني والتفاصيل من الحياة اليوميه التي تحتوي على البعد الانساني.

* لكن الاخبار تتناول احداثا وليس تفاصيل الحياة اليوميه وهذا هو الواقع الذي نعيش!

- افهم جيدا ان الاخبار لا تتناول الحياة اليوميه بل الاخبار لكن المهم ان ما سيكون مساعدا لذلك هو انك اردت ان تكون مصورا صحافيا فعليك ان تسلط الضوء على الجانب الانساني من داخل العمل الخبري وهناك مساحه شاسعه يمكن التحرك فيها فعلى سبيل المثال بامكان المصورين ان يتجنبوا المقنعين ومحاولة اظهار الوجوه وسيكون اجمل لو تجنبنا الازدحام، وما اود ان اضيفه هو ان في المجلات (وليس الصحف) هناك بعض القصص نرى فيها صور البعد الانساني لكنها صور في قصص غير اخباريه وقليله جدا.

* حسب اعتقادك الا يندرج ذلك في اطار الاعلام الغربي الموجه المحكوم من قبل لوبيات توجه حسب مصلحتها؟

- المشكله لا تكمن في الاعلام الغربي فقط، اعتقد ان الصحافيين الفلسطينين يشاركون في اظهار شعبهم كارهابين.

*كيف؟

- ينظرون من خلال العدسه الفلسطينيه ليس الا، بمعنى انهم ينظرون بمنظور فلسطيني وذلك عبر التقاط صور مكرره للامثله التي ذكرناها ويعتقدون ان ذلك مدعاة للفخر فمن المنظور الفلسطيني، هذه الصور هي مدعاة للفخر وتحمل رسالة التحدي وعدم الاستسلام والصمود، لكن هذه الفكره لا تصلح للقارئ الغربي بجانب ان تكرراها يخلق الملل ويترك انطباعا يعزز صورة الارهابي.

*ولماذا ينظر اليهم كارهابيين ولا ينظر اليهم كضحايا؟

- لا يمكن ان ينظر الى المقنع الذي يحمل مدفعا رشاشا كضحيه بالتاكيد سينظر اليه على انه قاتل، والغرب لا يمكن ان ينظر الى القاتل على انه ضحية، الضحيه شيء واضح فاذا اردت ان تظهر انك ضحيه فبامكانك اظهار المعاناة وتجنب المدافع الرشاشة.

* هل هذا يعني ان المصورين الفلسطينيين غير مؤهلين لالتقاط صور تخدم قضيتهم؟

- المسأله ليست كذلك، القكرة انهم يفتقرون الى الوعي الكافي حول الصور التي تلتقط وكيف ينظر اليها في الغرب، انهم بحاجه الى وعي اكثر، ويجب الا يلتقطوا صورا على افتراض ان الغرب يفهم ما يدور هنا، فالغرب بات يؤمن انكم قوتان متوازيتان في الشرق الاوسط، هذه ايضا مشكلة، ليس الكل يفهم ما يجري، فصور الاسلحة والانتحاريين والمقنعين تعطي الانطباع بانكم اقوياء مثل الاسرائيليين وهذا غير صحيح فانتم في الواقع ضعفاء وهذه الصور تبين العكس.

* اذا المشكله اصبحت جزءا من الوعي والثقافه اكثر منها مهنيه!

- المشكله انكم لا تحبون ان تظهروا في ثوب الضعفاء، تحبون ان تظهروا كأبطال واقوياء، وهنا المنزلق، يجب ان تعرفوا انكم اذا اردتم ان تظهروا انكم ضعفاء اولا فيجب ان تتحلوا بالشجاعه الكافيه وتوضحوا انكم ضعفاء، كونوا واقعيين واظهروا الصورة.

* تجاوزا لنقل مدرسة الفوتوغرافيا في فلسطين، ما مدى قوتها واثرها على المسرح الفلسطيني الحالي؟

- المشكله انه ليس لديكم ثقافه التصوير، فالمصورن الصحافيون الذين لديكم اين تعلموا التصوير؟ من دربهم؟ هل هنا في المدارس؟ ام اين تعلموا في مدارس غربيه؟ ليس لديكم بلاتوه خاص بكم، دخلتم وكالات الانباء دون فهم كاف بمعرفة قليله عن التصوير، لنعد على البلاتفورم، معرفة عميقة بمدى تاثير الصورة، من الصعب تطوير تصويركم الخاص بكم، اسلوبكم، استقلاليتكم، political language أعتقد ان المطلوب الحصول على ذلك، تدربوا ومارسوا اكثر واكثر، وتدربوا بشكل مكثف، لا اعلم لماذا لم يتطور المصورون الفلسطينيون وان يكونوا جيدين، هذا الى جانب عقدة التكرار، فعندما نرى مصورا يسلط العدسه نحو جندي يصوب البندقيه على طفل فهذه الصورة قويه لكن تكرارها بنفس التركيبه يفقدها معناها.

* هل تقصدين انهم لا يتمزون بالتجديد والابداع؟

- نعم لا يتميزون بالابداع، معظمها صور متشابهة، انتم تمارسون ذلك من اجل الممارسه، المفترض ان يفكروا ماذا تحمل الصورة وكيف عليهم ان يقدموا شيئا جديدا من خلال صور اخرى وكثيرا ينسخون الصور التي يلتقطها مصورون اجانب.

* اذا كان القناع ووقائع الانتفاضه تحمل المعاني التي اشرتي اليها ماذا عن قبل الانتفاضه؟

- كان خطف الطائرات واحداث كثيرة اخرى لها تاثير سلبي.

* الم تتغير الصورة منذ ذلك الحين؟

- تغيرت قليلا بسبب اناس مثلي وليس بسبب مصورين فلسطينيين، وآسفة ان اقول لكم انكم لم تساهموافي ذلك. لا اعرف اسماء ساهمت في ذلك، ولو عرفت لسعدت.

* لكن هناك اسماء مثل"هرانت" و "نضال سيباسي" مادا عنها؟

- لم تساهم صورهم في ذلك، صحيح انهم صوبوا عدساتهم نحو الحياة اليومية، لكن كان ذلك العمل لارشيف الامم المتحدة ناهيك انهم حملوا الكاميرا بعد النكبة.

* الامم المتحدة تذكرنا بالمؤسسه الرسميه ماذا عن المؤسسه الرسميه الفلسطينية، ما تقييمك لدورها؟

- وزراة الاعلام مهمتها الدعاية، اما انت كصحافي فمهمتك ابراز الحقيقه من وجهة نظر موضوعية، وفي هذا الاطار فان عمل وزارة الاعلام غير كاف ولم يسوقوا صورة الفلسطيني بشكل صحيح.

* هل لنا ان نقارنها بنظيرتها الاسرائيليه من وجهة نظرك؟

- نحن مصدومون من اداء وزارة الاعلام الفلسطينيه لانها بعد "اوسلو" لم تقدم الصورة (الفلسطينية) بشكل كاف ولم توضح الواقع بشكل يفترض ان يكون، صحيح ان الاسرائيليه اكثر تقنيه واكثر وفرة ماديه واداء لكن الفلسطينيه بامكانها ان تكون افضل مما هي عليه بتقديم معلومات عن حياتكم وتفاصيل ما يجري وتوصلكم للعالم انكم شعب فلسطيني يرزح تحت الجرائم.

فعلى سبيل المثال ليس لديكم مكتب صحافي مغاير للمكتب الصحافي الحكومي الاسرائيلي (GPO)، وليس مكتبا يصدر بطاقات صحافيه فقط، هناك اقراص مضغوطة سي دي. ومنشورات واسماء وقصص ضحايا لديهم تغطيه موثقه لكل شيء عندما يصل المنطقه صحافي بمعرفة بسيطه مشكلته انه يستلم الرواية الاسرائيليه اما في الجانب الفلسطيني فلا يستلم اي شيء سوى طلب بطاقة صحافيه كما هو في رام الله، انه لامر محزن.

* طالما تطرقت الى الجانب الاسرائيلي كيف تنظرين الى المصور الاسرائيلي؟

- المصورون الاسرائيليون افضل في اظهار انفسهم كبشر. يعطون انفسهم وجودها، يركزون على التفاصيل الانسانيه، عندما يموت اسرائيلي لا يظهرون مجموعات كبيرة من الناس بل يظهر عدد قليل ومركز بشكل فردي وليس جماعيا. انتم ثقافتكم جماعية، الغرب ثقافته منفردة، لذلك من السهل ان يميل القارئ الغربي الى الصور المنفردة، عندنا كقراء غربيين مشكلة في التقرب والتعرف على مجموعات، ولا ننسى ان اسرائيل تتكون من اناس قدموا من الغرب ويعون جيدا كيف يستخدمون الكاميرا برؤية غربيه، دعني اضيف نقطه انتم لا تودون ان تسمعوها، المصور الذي اخذ افضل صورة لفلسطينيين هو مصور اسرائيلي "ميكي غراتسما" كانت صورته تحمل معاني انسانيه للفلسطينيين في رام الله، وُعرضت صورته من بين عدة صور، المتدربون انتقوا صورة غراتسمان كافضل صورة وتفاجاءوا عندما علموا انه اسرائيلي. الصورة كانت قوية، ليس لان غراتسمان اراد ان يكون مع او ضد الفلسطينيين، بل لانه يركز ويرى الانسانيه وما هو في التقاط الحس الانساني ويتجنب ان يكون"ستيريوتايب"مثلما يفعل المصورون الفلسطينيون.

* هل تعتقدين ان المصورين الاسرائيليين لهم دور في تشويه الصورة؟

دور الصحافي الاسرائيلي في التشويه، لا اعرف الى اي مدى لكن النقطه الاساسيه هي ان المصورين الذين يعملون في الاراضي الفلسطينيه مع الوكالات الدوليه هم مصورون فلسطينيون وبعض الاجانب القراء ليسوا اغبياء، المهارة تكمن في مقدرتك على اقتحامهم، اعتقد ان هناك صورا مرتبه مسبقا والقراء لا يحبذون رؤية اشخاص انت تقول لهم اعملوا كذا وكذا، احيانا نحتاج ذلك في مواقف معينه، لكن لا تمثل ولا تكذب، اتبع الناس ولا تجعلهم يتبعونك.

* لننتقل الى منحى اخر، كيف نبع لديك اهتمام بالقضيه الفلسطينيه وباللاجئين على وجه اخص؟

_انا اعتقد ان قصة اللاجئين الفلسطينيين هي من اكبر القصص التي تعرضت للتشويه في العالم، تبدا قصتي عندما اتيت الى هنا عندما كنت في التاسعه عشرة من عمري، اول مره اتيت الى هنا ضمن بعثه جامعيه وخدمت في كيبوتس"ماغان ميخائيل"، لم اكن اعلم ان الكيبوتس مقام على انقاض قرية فلسطينية، بعد الانخراط في سوق العمل، تنقلت بين دول وعواصم كثيرة، زرت السكان الهنود في اميركا الجنوبيه وفيتنام وغير ذلك كلٌ منا التفت الى اهتمامه، انا لدي اهتمام بالصراع العربي- الاسرائيلي.

* اي ان الفكرة لم تبدا باللاجئين فجاة!

- لا، كانت عن الصراع العربي- الاسرائيلي، بدات ابحث واتحرى واتعمق الى ان وصلت الى اللاجئين، وهنا توقفت، واكتشفت ان الكيبوتش الذي خدمت به بني على قرية "كبارة" الفلسطينيه (جنوب شرقي حيفا).

* كيف كان شعورك؟

- اندهشت وتضايقت جدا، شيء لا يصدق، سألت نفسي، كيف انا هنا، وقابلت لاجئين رحلوا من هذا المكان، يا للسخرية! نظام اشتراكي! إن هؤلاء الاشتراكيين في ارض ليست لهم علاقه بها، شيء غريب.

* خلال تصوير مخيمات اللاجئين ماذا لفت انتباهك؟ هل اكتشفت شيئا جديدا؟

- نعم، اكتشفت الجمال الفلسطيني.

* اي جمال؟ قبل ذلك تحدثت عن الجمال، وهاجمك احد الكتاب في تناولك لجمال المخيم المتخم بالفقر والذل!

- هذه هي المشكلة، ان البعض ياخذ جزءا من النص ويترك النصف الاخر ويخلقون شيئا جديدا. اذ اساءوا فهمي، ما كتبته انني صدمت عندما دخلت مخيمات اللاجئين قبل اكثر من عشر سنوات في الضفه وغزه ومخيمات الشتات، الاماكن مقززة وكل شيء مفقود، اينما اوجه بصري لا انسجام في اي شيء، اينما انظر اجد مآسي، تلخبط شعور الانسجام الداخلي لدي، ما كتبته ان كل شيء كان قبيحا وما زلت اكتب عن الجمال، جمال الناس،" الناس حلوين" "وجوههم حلوه" لا استوعب كيف اساؤوا فهمي.

* ما هي الادوات التي مكنتك من اكتشاف هذا الجمال؟

- كمصورة انا احب التوغل في التفاصيل والتعمق والقفزمن مكان لآخر قدر المستطاع، فخلال التعمق يكون لديك فرصه للفهم اكثر واكتشاف حقائق جديدة، انا لا اعمل على المستوى السياسي والتاريخي فحسب بل ايضا الديني ايضا. اعتقد ان طريقتي هي البقاء فضوليه والحفاظ على الاهتمام بالتجديد وليس التكرار؛ فالتكرار يفقد الصورة حسها.

http://www.najah.edu/index.php?news_id=5432&page=3171&l=ar

No comments:

Post a Comment